المفارقة الزمنية في الرواية | دراسة سردية في رواية (القندس) لمحمد حسن علوان
أ/ رند الشريعي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد؛
يمثل الزمان عنصراً رئيساً من العناصر التي تكوّن الرواية، فكل عمل فني يحمل بنية زمانية وأخرى مكانية، وبتلاحم البنيتين يشكلان جوهر العمل الفني، إذ “لابد للعمل الفني من بنية تعد بمثابة المظهر الحسي الذي يتجلى على نحوه الموضوع الجمالي، كما أنه لابد من بنية زمانية تعبر عن حركته الباطنية ومدلوله الروحي بوصفه عملاً إنسانياً حيًّا”([1]).
تخضع البنية الزمانية للرواية التقليدية لمبدأ التتالي، إذ يتخذ الراوي منحى تصاعديًّا لتوالي الأحداث من بداية الرواية إلى نهايتها، ومع تطور الرواية الحديثة تطور مفهوم الزمن الروائي وظهر مصطلح ( المفارقات الزمنية )، ويعني: الخروج عن الترتيب الطبعي للزمن، سواء بعودة الأحداث إلى الوراء، أو محاولة استقراء لحظة المستقبل، ويتصل هذا الانزياح في الزمن بموقع السرد منه، وقد أشار(جيرار جنيت) إلى هذه التقنية بأنها: “مختلف أشكال التنافر بين ترتيب القصة وترتيب الحكاية ،…”([2]).
وتتشكل المفارقة الزمنية بأسلوبين، الأول يسير باتجاه خط الزمن، أي حالة سبق الأحداث والثاني يسير في الاتجاه المعاكس، أي حالة الرجوع إلى الوراء ويصطلح على هذين الأسلوبين بالاسترجاع والاستباق”([3]). ونظرًا لأهمية المفارقات الزمنية في بناء الخطاب الروائي الجديد، آثرت أن تكون هذه الدراسة تطبيقية للبحث عن أشكال المفارقات الزمانية ودلالاتها في الرواية، بعنوان: المفارقة الزمنية في الرواية، دراسة سردية في رواية “القندس”([4]) لمحمد حسن علوان.
تحميل البحث:
قراءة البحث:
([1]) ينظر: زكريا إبراهيم: مشكلة الفن، مكتبة مصر، القاهرة (د.ط)، ص 27.
([2]) خطاب الحكاية (بحث في المنهج) ترجمة: محمد معتصم وعبد الجليل الأزدي، وعمر حلمي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، ط2، 1997م،ص47.
([3]) ينظر: عمر عاشور: البنية السردية عند الطيب صالح- البنية الزمنية والمكانية في
(موسم الهجرة إلى الشمال)، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر،(د.ط)، 2010م، ص17.
([4]) القُنْدُسُ: ” حيوان قارض من الفصيلة القندسية، كث الفراء، له ذنب قوي مفلطح، وغشاءٌ بين أصابع رجليه يستعين به على السباحة، يستوطن أوروبا وأمريكا الشمالية” مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط 2004،4م، ص762.