حركات التمرد في عهد عبد الرحمن الداخل



حركات التمرد

 في عهد عبد الرحمن الداخل

غانم بن فضل غانم البوعينين

وزير شئون مجلسي الشورى والنواب البحريني

ملخص البحث

واجهت عبد الرحمن تمردات في الأندلس صاحبها ثورات من قبل المتمردين؛ لذا حاول إخمادها ليستطيع بذلك ترسيخ حكمه، وكان من أشدها ما حدث من قبل البيت الأموي من تمردات ضده، كما لقي بعض التمردات السياسية ذات الارتباط الخارجي كحركة العلاء بن مغيث، وحملة شارلمان، وتمردات الشيعية ضده، وتمردات داخلية في إشبيلية طليطلة لبلة، وغرهم. وهذا ما سيفصل في متن البحث.

Abstract

Abdul Rahman faced rebellions in Andalusia owner revolts by rebels; so try to extinguish it can consolidate his rule, It was more of what happened before the House of Umayyad rebellions against him, also received some political rebellions with external link movement Ala bin ashes, and the campaign of Charlemagne, Against Shiite frequencies, internal frequencies in Seville Toledo night, Gorham. This is what will separate in the body of research.

 

Resumen:

Abdul Rahman enfrentó rebeliones en Andalucía propietario revueltas de los rebeldes; a fin de tratar de extinguirlo puede consolidar su gobierno, Era más de lo que ocurrió antes de que la Casa omeya de rebeliones contra él, también recibió algunas rebeliones políticas con movimiento enlace externo Ala bin cenizas, y la campaña de Carlomagno, Contra chiíes frecuencias, frecuencias internas en la noche de Sevilla Toledo, Gorham. Esto es lo que va a separar en el cuerpo de la investigación.

المقدمة:

كانت أيام عبد الرحمن الداخل في الأندلس مليئة بالصراعات والتمردات التي لم تهدأ، فمنذ وطأت أقدامه أرض الأندلس وانتصاره في موقعة (المصارة) ودخوله قرطبة (عاصمة الأندلس) – وحينها لقب بالداخل؛ لأنه أول من دخل قرطبة حاكمًا من بني أمية- فمنذ ذلك الحين وهو يواجه التمردات التي ثارت ضده، وعرفت الفترة التي تلت دخوله قرطبة بفترة الإمارة الأموية وتبدأ من (138ه-755م) إلى(316ه-928م).

كان لعبد الرحمن الداخل الكثير من الأيادي البيضاء على الإسلام والتي كان يحاول من خلالها توطيد حكمه في إمارة الأندلس، ولكنه ورث من أجداده الأمويين كثيرًا من الثورات والتمردات ضده والتي كان أبرزها- مؤامرة اليزيدي- مؤامرة المغيرة بن الوليد وهناك بعض تلك الثورات ثار عليه ومن أبرزها تمردات الشيعة، تمردات أشبيلية وتمردات طليطلة، تمردات لبلة، كما كان هناك بعض التمردات الصغيرة في أماكن متفرقة.

استمرت تلك التمردات لأكثر من ثلاثين عامًا من (138ه-755م) وحتى (172ه-788م). نجح عبد الرحمن الداخل في إخماد تلك الثورات الواحدة تلو الأخرى، حيث استطاع ترسيخ حكمه على الرغم من كثرتها حيث بلغ عددهم أكثر من خمس وعشرين ثورة.

 

 

التمهيد: عَبْد الَّرحْمَن الدَّاخِل نشأة وسيرة حياة

أولًا: نسبه ونشأته:

هو عَبْد الرَّحْمَن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ([1]). ولد عَبْد الرَّحْمَن في قرية تعرف بدير حنين من أعمال قنسرين سنة 113هـ=731م([2]). قال الضبي: “إنه ولد بدير حنينا بالقرب من دمشق وأن أمه أم ولد بربرية،([3]) من قبيلة نفزة في شمال أفريقيا، اسمها  راح أو رواح”.([4]) وقال ابن عذاري: “إن مولده في موضع يعرف بدير حسينة من أرض دمشق”([5]). أما المقري: فيجعل مولده في دير حنا من أرض دمشق، وقيل بالعليا من تدمر([6]). يكنى أبا المطرف([7])، وقيل: “أبا سليمان وقيل أبا زيد”([8])، عُرف بلقب صقر قريش([9]) أطلقه عليه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور(ت158ه=774م)([10])، عُرف بلقب الدَّاخِل([11]) الذي يُطلق على كل مشرقي يدخل الأندلس، وتقوم له أسرة تستمر في الحياة على أرضها، كما لقب بالإمام([12]) وابن الخلائف،([13]) ونودي بـسلطان الأندلس([14])، والأول([15])؛ لأنه أول من حمل اسم عَبْد الرَّحْمَن من حكام بني أمية في الأندلس، كان يسمى بالأمير وعليه جرى بنوه من بعده. ([16])

أما أبوه معاوية بن هشام فقد توفى شابًا في أيام أبيه هشام بن عبد الملك سنة 118هـ= 726م, فكفله وإخوته جده هشام. وكان جده يؤثره على بقية إخوته ويتعهده بالصلات والعطايا في كل شهر حتى وفاته. ([17])  واختصه منهم، فوهبه جميع الأخماس التي اجتمعت للخلفاء في الأندلس، وأقطعه اياها. ([18])

وتدرب عَبْد الرَّحْمَن على أعمال الحرب والقتال، منذ أن نشأ وترعرع؛ لأن الدولة الأموية في سني الاضطراب، أواخر عهدها، تتابعت عليها الثورات، وكثر الخارجون على سلطانها، فكان لزامًا على الأمراء أن يشاركوا في إخماد تلك الثورات، ويقودوا بأنفسهم الجيوش، للقضاء على الفتن المتتابعة، وقمع الثورات المتلاحقة، وهكذا شارك عَبْد الرَّحْمَن في الأعمال العسكرية، واشتهر عَبْد الرَّحْمَن باستعمال السلاح والمطاردة والصيد. ([19])

ثانيًا: وفاته:

كانت وفاته بقرطبة([20]) في يوم الثلاثاء لِستٍ بقين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ومائة، وقيل توفي في غرة جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين ومائة، وهو الصحيح وصلى عليه ابنه عبد الله، وكان قد عهد إلى ابنه هشام بمدينة ماردة([21]) واليا عليها، وابنه سليمان بطليطلة([22]) واليا عليها، فلم يحضرا موت أبيهما.([23])

 

 

 

 

حركات التمرد في عهد عبد الرحمن الداخل

مقدمة:

لم يكن انتصار عبد الرحمن في موقعة المصارة ودخوله قرطبة وبيعة الناس له إيذانًا بأن الأمور قد تمت له؛ فقد كانت هناك ثورات كثيرة جدًا في كل مكان من أرض الأندلس، فأخذ عبد الرحمن الداخل بصبر شديد وبأناة شديدة وذكاء شديد يراوض الثورات الداخلية الواحدة تلو الأخرى، يستميل بعض القلوب ويحارب الآخرين.

فقد قامت عليه في فترة حكمه أكثر من 25 ثورة، وهو يقمع هذه الثورات الواحدة تلو الأخرى بنجاح عجيب بدأ من سنة 138هـ وحتى سنة 172هـ مما يعني حوالي 34 سنة متصلة.

وهذه الثورات والمؤامرات ضد عبد الرحمن الداخل تدل على حالة الفوضى المنتشرة في أنحاء الأندلس ومدى التنافس بين القبائل المختلفة، والأحقاد المتأصلة بين زعماء تلك القبائل وحكام المدن والثغور، وأن نزعة الانفصال كانت تهدد وحدة الأندلس، مما أتاح لأعداء المسلمين في الأندلس خاصة الممالك المسيحية في الشمال أن تحتل بعض المدن الشمالية وتهدد أمن المسلمين، وسهل التدخل الخارجي من جانب الفرنج أو العباسيين، ولولا يقظة وحكمة عبد الرحمن الداخل وحزمه وسرعة مجابهة هذه الثورات والقضاء عليها والعمل على تقوية الدولة والعمل على وحدتها لتفتت الأندلس وسقطت لقمة سائغة في يد أعدائه، فقد جمع شتات القبائل ووحدها وجعل حكمه بداية عهد جديد في الأندلس سار عليه أبناؤه من بعده لتشييد صرح الدولة الإسلامية في الأندلس.([24])

 

 

أولا ــ  تمرد الأمويين ضد عبد الرحمن:

كان على عبد الرحمن الداخل أن يوطد نفوذه في الأندلس، ويرسخ الأمن فيها، إلا أنه وجد عدم القدرة على تحقيق ذلك من خلال الاعتماد على العرب هناك؛ لكثرة ثوراتهم بتحريض من رؤسائهم، خاصةً العرب اليمنية، لذلك نراه يضطر إلى تعيين زعيم اليمنية أبي الصباح حاكمًا على مدينة إشبيلية، إذ أراد أن يكيف نفسه للظروف القائمة باسترضاء قادة قبائل العرب من اليمنيين. يقول المقري في ذلك…”وكثرت ثورة رؤساء العرب بالأندلس على عبد الرحمن الداخل، ونافسوه ملكه، ولقي منهم خطوبًا عظيمة، وكانت العاقبة له، واستراب في آخر أمره بالعرب، لكثرة من قام عليه منهم، فرجع إلى اصطناع القبائل من سواهم، واتخاذ الموالي…”. ([25])

1- مؤامرة اليزيدي([26]):

عمل عبد السلام المعروف باليزيدي على إفساد دولة عبد الرحمن، فاتفق مع أخيه عبيد الله بن أبان وساعدهما عدد من الأشخاص المعروفين، فقد ذكر بعضهم صاحب أخبار مجموعة دون أن تكون أسماؤهم واضحة أو معروفة،([27]) باستثناء واحد منهم مرّ ذكره فقد كان أقرب المقربين إلى عبد الرحمن الداخل وهو أبو عثمان عبيد الله ابن عثمان، إذ يذكر أنه: ” ساعد الرجلين على ما هما به من الخلاف ولم ينله ما نالهما”.([28])

وقد عقد هؤلاء عددًا من الاجتماعات قررّوا خلالها اتباع خطة معينة وتنفيذها في الوقت المناسب، إلا أن أحد موالي عبيد الله بن أبان الذي أتيح له الاطلاع على ما دار بينهم توجه إلى قصر الإمارة وطلب مقابلة بدر مولى الداخل وأطلعه على المؤامرة التي تدبر في الخفاء ضد الأمير بينما كان هذا يقوم بنزهة للصيد في وادي شوش([29])، فأسرع بدر بإرسال رسول إلى عبد الرحمن يخبره بالخبر فدعا هذا رئيس مواليه وصاحب خيله وقال له: ” امض فيمن أمكنك من أصحابك إلى عبيد الله بن أبان فتقبض عليه”، ثم دعا عبد الحميد بن غانم صاحب الرجّالة فقال له: “اذهب وتقبض على عبد السلام بن يزيد…”، فتوجه كل منهما في مهمته ونفذها وقاد كلّ منهما أسيره إلى قصر الإمارة بالرصافة حيث حلّ الأمير عبد الرحمن بعد عودته.

ولما جيء بهم إلى الداخل وبخهم ثم أمر بضرب أعناقهم وذلك في سنة 163ه=780م، أما أبو عثمان فقد استغنى الداخل عن مشورته إلى حد بعيد، فغاظه ذلك وأراد أن يشغل بال الأمير في شيء يجعله بحاجة إلى مشورته من جديد، فجعل ابن أخيه يثور عليه، فلما علم الداخل باشتراك أبي عثمان بالمؤامرة قال: ” هو أبو سلمة([30]) هذه الدولة فلا يتحدث الناس عنه بما تحدثوا عن بني العباس في شأن أبي سلمة لكن سأعتبه عتبا أشد من القتل”. ([31])

2- مؤامرة المغيرة بن الوليد:

تعد مؤامرة المغيرة بن الوليد المؤامرة الثانية التي قامت على عبد الرحمن من قبل بعض أقاربه فقد قام بها ابن أخيه المغيرة بن الوليد بن معاوية بن هشام بالاتفاق مع هذيل بن الصميل بن حاتم وسمرة بن جبلة،([32]) وقد وقف الأمير على خبرها قبل تنفيذها فأمر بالقبض على المتآمرين ثم ما لبث أن أعدمهم وذلك في سنة 167ه= 784م. ([33])

        وقد تخوف بعد ذلك من أخيه الوليد نفسه فأمر بنفيه إلى إفريقية مع عائلته وأهله وسمح له بأن يأخذ معه كل ما يملكه من المتاع والمال. ([34])

فحدث بعض موالي عبد الرحمن الخاصين به أنه دخل على الداخل إثر قتله ابن أخيه المغيرة المذكور وهو مطرق شديد الغم فرفع رأسه، وقال: “ما عجبي إلا من هؤلاء القوم سعينا فيما يضجعهم في مهاد الأمن والنعمة وخاطرنا فيه بحياتنا حتى إذا بلغنا منه إلى مطلبنا ويسر الله تعالى أسبابه أقبلوا علينا بالسيوف ولما أويناهم وشاركناهم فيما أفردنا الله تعالى به حتى أمنوا ودرت عليهم أخلاف النعم هزوا أعطافهم وشمخوا بآنافهم وسموا إلى العظمى فنازعونا فيما منحنا الله تعالى فخذلهم الله بكفرهم النعم إذ أطلعنا على عورتهم فعاجلناهم قبل أن يعاجلونا وأدى ذلك إلى أن ساء ظننا في البريء منهم وساء أيضا ظنه فينا وصار يتوقع من تغيرنا عليه ما نتوقع نحن منه وإن أشد ما علي في ذلك أخي والد هذا المخذول كيف تطيب لي نفس بمجاورته بعد قتل ولده وقطع رحمه أم كيف يجتمع بصري مع بصره! اخرج له الساعة فاعتذر إليه وهذه خمسة آلاف دينار ادفعها إليه واعزم عليه في الخروج عني من هذه الجزيرة إلى حيث شاء من بر العدوة.([35])

قال: فلما وصلت إلى أخيه وجدتُه أشبه بالأموات منه بالأحياء فآنسته وعرفته ودفعت له المال وأبلغته الكلام فتأوه وقال: إن المشؤوم لا يكون بليغا في الشؤم حتى يكون على نفسه وعلى سواه وهذا الولد العاق الذي سعى في حتفه قد سرى ما سعى فيه إلى رجل طلب العافية وقنع بكسر بيت في كنف من يحمل عنه معرة الزمان كله ولا حول ولا قوة إلا بالله لا مرد لما حكم به وقضاه ثم ذكر أنه أخذ في الحركة إلى بر العدوة. ([36])

قال: ورجعت إلى الأمير فأعلمته بقوله فقال إنه نطق بالحق ولكن لا يخدعني بهذا القول عما في نفسه والله لو قدر أن يشرب من دمي ما عف عنه لحظة، فالحمد لله الذي أظهرنا عليهم بما نويناه فيهم وأذلهم بما نووه فينا”. ([37])

 

 

ثانيا ــ التمردات السياسية ذات الارتباط الخارجي

ظهرت في عصر الإمارة في عهد عبد الرحمن الداخل عدة تمردات كانت ذات صلة بالخارج، منها: ثورة العلاء بن مغيث اليحصبي وثورة عبد الرحمن بن حبيب الفهري اللتين قامتا بتشجيع من العباسيين وثورة الحليفين الحسين بن يحيى الأنصاري وسليمان بن يقظان الكلبي اللذين اتصلا بشارلمان زعيم الفرنجة وطلبا مساعدته ضد حكومة قرطبة، فأدى ذلك إلى غزوه للأندلس.

1– حركة العلاء بن مغيث([38]) سنة 146ه=763م:

اتصل العلاء بن مغيث اليحصبي  بالخليفة أبي جعفر المنصور فنال منه الدعم المادي والتعليمات المناسبة للقيام بثورته ضد عبد الرحمن الداخل، كما أنه تلقي منه  العلم الأسود شعار العباسيين لنشره في الأندلس ودعوته الناس للانضمام تحت لوائه. ([39])

انتقل العلاء بن مغيث من شمال إفريقية إلى الساحل الأندلسي فنزل في مدينة لقنت التابعة لباجة، فأخرج العلم ووضعه في رمح ثم دعا الناس إلى طاعة أبي جعفر المنصور([40]) فالتف([41]) حوله خلق كثيرون كان على رأسهم جند مصر. ([42])

فلما شعر العلاء بأن جمعه قد قوي وأنه أصبح يستطيع التحرك نهض إلى باجة فأخذها وتغلب على جميع المقاطعات المجاورة لها إلى أن  “كادت دولة الأمير تنصرم، وخلافته أن تنخرم”، ([43]) وقد أقبل عليه غياث بن علقمة اللخمي من شذونة لدعم قواته، فلما سمع الأمير عبد الرحمن بخبره بعث إليه بدرًا مولاه في عددٍ من الجند، فالتقى بغياث في مكان ضيق بين وادي إبرهُ Ebro والنهر الأعظم –الوادي الكبير- فتراسلا حتى انعقد الصلح بينهما، ورجع غياث بن علمقة إلى بلده دون حرب كما رجع بدر إلى الأمير فأخبره بما حدث.

أما الأمير عبد الرحمن فقد خرج من قرطبة وتوجه نحو قرمونة، ويبدو أن استعدادات عبد الرحمن لم تكن كبيرة جدًا فتحسب للمواجهة الصريحة مع العلاء، ففضل أن يحاصر في قرمونة([44]) بانتظار وصول العلاء إليها إذ كان يسير في ذلك الاتجاه، وبالفعل ما عتّم هذا أن وصل إلى قرمونة وفرض الحصار عليها أيام والمناوشات قائمة بين الطرفين من وراء الأسوار،([45]) ورأى أنصار العلاء أن احتلال المدينة ليس بالأمر الميسور فتململوا وحصل شيء من الفوضى بينهم، بل إنهم رغبوا في رفع الحصار. ([46])

فعلم عبد الرحمن بذلك الظرف فأراد أن يستفيد منه فجمع إليه رجاله الذين لم يكن عددهم يزيد على سبعمائة، فأمر بنار فأوقدت ثم أمر بأعمدة سيوف أصحابه فاحترقت وقال لهم: ” أخرجوا معي لهذه الجموع، خروج من لا يحدث نفسه بالرجوع”،([47]) فدارت الحرب بينهم طويلًا وزلزل قوم العلاء وأصحابه فولوا منهزمين، وقتلوا قتلًا ذريعًا، وقتل العلاء مع سبعة آلاف من أصحابه ([48]). وبذلك تخلص الداخل من خطر شديد هز كيان إمارته، ثم إن الداخل ميز رؤوس المعروفين ورأس العلاء ومثله ثم كتب باسم كل واحد بطاقة ثم علقت في أذنه ثم أجزل العطاء لمن انتدب لحمل تلك الرؤوس. ([49]) وحملت الرؤوس ورأس العلاء معها بعد أن أفرغ وحشي ملحًا وصبرًا وجعل معه لواء المنصور وسجله وبعثه مع رجال وأمرهم أن يضعوا بمكة. فوافق المنصور بها حاجًا في تلك السنة، فجعل السقط عند باب سرادقه. فلما نظر إليه، قال مقولته ” والحمد لله الذي جعل بيننا وبينه البحر”.([50])

        وبهذه الشجاعة النادرة التي أبداها عبد الرحمن الداخل وأنصاره، استطاع أن يقضي على هذه الثورة الخطيرة التي كانت تدعمها الخلافة العباسية معنويا، تضفي عليها الصبغة الشرعية، فجمعت كثيرًا من خصوم عبد الرحمن الداخل، وبصفة خاصة من طائفة اليمنية تحت لواء واحد. ([51])

2- حملة شارلمان سنة 161هـ=778م:

من أخطر الثورات التي واجهت الأمير عبد الرحمن الداخل تلك التي اندلعت في شمال الأندلس سنة 157ه=774م، بقيادة سليمان بن يقظان والحسين الأنصاري فقد انتهزا فرصة انشغال الداخل بقمع الثورات التي اندلعت في مختلف أنحاء الأندلس، وزاد من حماسهم الهزيمة التي ألحقت بالحملة التي أرسلها الداخل لتأديبهم بقيادة ثعلبة بن عبيد الخذامي سنة 158ه=775م. ([52])

ولثقة الثوار بقوة بأس الداخل وشدة انتقامه عمدوا للاستعانة بشارلمان الذي تحين الفرصة لتوسيع حدود مملكته بضم الأندلس إليها، وكانت الخلافات الداخلية بين الأندلسيين فرصة مناسبة لذلك فتحرك بسرعة لاستغلالها، فجهز حملة ضخمة عبر بها

جبال البرنيه([53]) متجها لسرقسطة حسب الاتفاق مع الثوار. ([54])

ولكن كانت المفاجأة التي لم يتوقعها المتآمرون بأن أغلقت حامية سرقسطة بزعامة الأنصاري أبواب المدينة بوجههم، وصممت على المقاومة، ([55]) كما أن الداخل نجح في استمالته فتنكر للأعرابي. ([56])

اضطر شارلمان إلى فك الحصار الذي ضربه حول سرقسطة بعد أن وصلته الأخبار بعودة القبائل السكسونية للثورة من جديد في ظل الفراغ العسكري الذي أحدثه غياب الغالبية من جيشه، فبدأ بالانسحاب من إسبانيا محملًا الأعرابي المسؤولية عن هذا الفشل مصطحبًا إياه أسيرًا،([57]) وفي طريق العودة عبر الممر المعروف باسم الرونسفال([58]) تعرضت مؤخرة جيشه للإبادة والسلب من قبل قبائل الباسك الجبليين الذين ثارت ثائرتهم لما تسبب به شارلمان من تدمير لمدينتهم بمبلونة (Pamplona)، ([59]) متحالفين مع جماعة من العرب بينهم ابنا الوالي المعتقل- الأعرابي-، وخلصوا الوالي وانسحبوا بسرعة.([60])

وكعادته استطاع عبد الرحمن الداخل أن يتخلص من خصومة كل على حدته، فقد اشتبك المتآمرون مع بعضهم البعض متهمًا كل واحد منهما الآخر بالخيانة، فسقط زعيمهم الأعرابي قتيلًا بتدبير من حليفه الأنصاري،([61]) وانتهى الأخير نهاية مشابهة حين تواطأ أنصاره مع عبد الرحمن الداخل وقتلوه سنة 166ه=782م.([62])

أما شارلمان فقد تخلى –وإن كان مؤقتًا- عن مشروعه التوسعي بعد أن تلاشت أحلامه في ضم الأندلس إلى ممتلكاته فعقد معاهدة صلح مع عبد الرحمن الداخل يأمن كل منهما فيها جانب الآخر لحاجتهما للتفرع للأمور. ([63])

3- حركة عبد الرحمن بن حبيب الفهري الصقلبي([64]) سنة 163ه=779م:

انتهت محاولة المنصور بالقضاء على الإمارة الأموية في الأندلس بالفشل، وعادت محاولات العباسيين للإطاحة بهذه الإمارة بمجيء الخليفة المهدي (158- 169ه= 755- 785م) الذي كان لا يقل طموحًا عن المنصور في ضم الأندلس للخلافة العباسية. فقد واتت الفرصة الخليفة المهدي للقضاء على الأمويين بوجود شخصية عبد الرحمن بن حبيب الفهري.

فقد عبر الصقلبي ([65]) من إفريقية إلى تُدْمِير([66]). وتتشابه حركة الصقلبي مع حركة العلاء في كونهما رفعتا شعار المسودة، ولكن ما يميز حركة العلاء هو كثرة المنضمين إليها. أما حركة الصقلبي، فتميِّزها محاولته التفاهم مع سليمان الأعرابي([67]) الذي كان عاملًا في مدينة برشلونة مستغلًا سوء علاقته بالداخل، حيث إن ابن حبيب ” كاتب سليمان بن يقظان الأعرابي في أمره ومحاربة عبد الرحمن الأموي والدعاء إلى طاعة المهدي،([68]) فلم يجب الأعرابي دعوة الصقلبي كاتبًا له ” إني لا أدع عونك”،([69]) الأمر الذي وتر العلاقة بين الطرفين ووصل إلى الحرب بينهما، وَجَرَتْ معركة بين الأعرابي والصقلبي قرب برشلونة انهزم فيها الصقلبي وعاد منسحبًا إلى تدمير([70])، واستغل الداخل هذه الفرصة، فهاجم تدمير وأحرق مراكب الصقلبي الموجودة في ساحل البحر([71]) محاولًا منع الصقلبي من العودة إلى إفريقية. وأعلن أنه يبذل ألف دينار لمن يأتيه برأس الصقلبي فاغتاله رجل من البربر وحمل رأسه إلى عبد الرحمن فأعطاه الداخل ألف دينار وتم ذلك على أرجح الروايات سنة 162هـ= 779م.([72]) وبذلك فشلت محاولة العباسيين الثانية والأخيرة في استرجاع الأندلس. ولكن بعض الباحثين أشار إلى عدم وجود صلة بين الصقلبي والخليفة المهدي بدليل أن الصقلبي كان إباضي المذهب هاربًا من سلطان العباسيين في إفريقية وساعيًا إلى نشر المذهب الإباضي في الأندلس، الأمر الذي أفشل اتفاقه مع الأعرابي وأهل الأندلس بصورة عامة إذ لم يرغبوا في غير المذهب المالكي. ([73]) ولكن لبس الصقلبي السواد ودعوته للعباسيين، وطلبه من الأعرابي بحرب الداخل، والدخول في طاعة المهدي، ثم ردود فعل الأمير الداخل على حركة الصقلبي التي كانت موجهة ضد العباسيين خصوصًا إعلانه عزمـه على غزو بلاد الشام([74])، كل ذلك يدل على اتصال الصقلبي بالخليفة المهدي، وأن خروجه كان باسم الخلافة العباسية.

4- خروج محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفهري في سنة 168هـ=784م:

ثار أبو الأسود محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفهري ([75]) بالأندلس، وكان من حديثه أنه كان في سجن عبد الرحمن بقرطبة من حين هرب أبوه وقتل أخوه عبد الرحمن، وحبس أبو الأسود وتعامى في الحبس، فصار يحاكي العميان ولا يطرف عينه لشيء، وبقي دهرًا طويلًا حتى صح عند الأمير عبد الرحمن الأموي.

وكان في أقصى السجن سرداب يفضي إلى النهر الأعظم يخرج منه المسجونون  فيقضون حوائجهم من غسل وغيره وكان الموكلون يهملون أبا الأسود لعماه فإّذا رجع من النهر، يقول: من يدل الأعمى على موضعه وكان مولىً له يحادثه على شاطئ النهر ولا ينكر عليه فواعده أن يأتيه بخيل يحمل عليه فخرج يومًا ومولاه ينتظره، فعبر النهر سباحة، وركب الخيل، ولحق بطليطلة فاجتمع له خلق كثير، فرجع بهم إلى قتال عبد الرحمن الأموي، فالتقيا على الوادي الأحمر بقسطلونة([76])، واشتد القتال ثم انهزم أبو الأسود وقتل من أصحابه أربعة آلاف سوى من تردى في النهر واتبعه الأموي يقتل من لحق حتى جاوز قلعة الرباح، ثم جمع إلى قتال الأموي في سنة تسع وستين، فلما أحس بمقدم عبد الرحمن انهزم أصحابه وهو معهم فأخذ عياله وقتل أكثر رجاله، وبقي إلى سنة سبعين فهلك بقرية من أعمال طليطلة، وقام بعده أخوه قاسم وجمع جمعًا فغزاه الأمير فجاء إليه بغير أمان فقتله. ([77])

 

 

ثالثا ــ حركات التمردات الشيعية :

وجد التشيع في الأندلس بيئته الصحية؛ حيث كانت أفواج الفاتحين تضم في صفوفها عناصر من شيعة علي وبعد ذلك خلايا تبشيرية بعد مقتل الحسين في كربلاء وكان من بين هؤلاء حنش الصنعاني الذي كان من التابعين، ومن تلامذة وأنصار علي ابن أبي طالب (t) ومن المحاربين للأمويين في صفّه، وعبد الملك بن قطن الذي أصبح واليًا للأندلس في بعض أيامه.

فقد كانت المطاردات التي تعرض لها المبشرون الشيعة سببا في نزوحهم إلى بلدان المغرب العربي والأندلس كأبناء عمار بن ياسر المعروف بشدة تشيعه لـ علي بن أبي طالب والذي استشهد تحت راية علي في صفين بسيوف الأمويين، وأبناء قيس بن سعد بن عُبادة الأنصاري والي علي بن أبي طالب على مصر. وكان من الداخلين إلى الأندلس أحفاد مالك الأشتر.

فأول الثورات العربية التي كان لها صلة بالعلويين هي ثورة عبد الله بن سعيد بن عمار بن ياسر([78])، وجده عمار كان من أشد أصحاب علي إخلاصًا له وتفانيًا في الدفاع عنه، وقد قتل عمار في صفين بأيدي الأمويين، فقد ظل عبد الله بن سعيد معاديًا للحزب الأموي في الأندلس،([79]) ويشير المقري إلى أن هذه العداوة قد استغلها يوسف بن عبد الرحمن الفهري أمير الأندلس عند قدوم عبد الرحمن الداخل، فعهد إلى الياسريّ([80]) بقتاله لما كان يعرفه من الخصومة والثأر بين عائلتيهما، ولكن هذه الثورة لم يكتب لها النجاح.([81])

      والثورة الثانية كانت بربرية([82]) شيعية ثورة شقيا([83]) بن عبد الواحد المكناسي سنة 151هـ=768م:

ثار في الشرق من الأندلس رجل من بربر مكناسة كان يعلم الصبيان، وكان اسمه شقيا بن عبد الواحد وكانت أمه تسمى فاطمة، وادعى أنه من ولد فاطمة– رضى الله عنها-، ثم من ولد الحسين (t) وتَسمَّى بعبد الله بن محمد، وسكن شنت برية([84]) واجتمع عليه خلق كثير من البربر، وعظم أمره، وسار إليه عبد الرحمن الداخل فلم يقف له، وراع في الجبال فكان إذا أمن انبسط، وإذا خاف، صعد الجبال بحيث يصعب طلبه فاستعمل عبد الرحمن على طليطلة حبيب بن عبد الملك، فاستعمل حبيب على شنت برية سليمان ابن عثمان بن مروان بن إبان بن عثمان بن عفان” وأمره بطلب شقيا، فنزل شقيا إلى شنت برية وأخذ سليمان فقتله، واشتد أمره وطار وغلب على ناحية قورية([85])، وأفسد في الأرض، فعاد عبد الرحمن الداخل فغزاه في سنة اثنتين وخمسين ومائة بنفسه،([86]) فلم يثبت له فأعياه أمره فعاد عنه وسيّر إليه سنة ثلاث وخمسين بدرًا مولاه، فهرب شقيا وأخلى حصنه شيطران من جبال بلنسية([87]) ثم غزاه عبد الرحمن الداخل بنفسه سنة أربع وخمسين ومائة فلم يثبت له شقيا،([88]) ثم سيّر إليه سنة خمس وخمسين أبا عثمان عبيد الله بن عثمان فخدعه شقيا، وأفسد عليه أمره فهرب عبيد الله وغنم شقيا عسكره، وقتل جماعة من بني أمية كانوا في العسكر وفي سنة خمس وخمسين أيضًا، سار شقيا بعد أن غنم عسكر عبيد الله إلى حصن الهواريين المعروف بمدائن، وبه عامل لـعبد الرحمن فمكر به شقيا حتى خرج إليه فقتله شقيا وأخذ خيله وسلاحه وجميع ما كان معه([89]).

ويبدو أنه اتبع في قتاله مع جند الأمير طرائق البربر المعروفة في القتال، وهي الكر والفر، وتجنب الالتحام مع العدو في معارك حاسمة في السهول والاحتماء في الجبال والمناطق الوعرة وقد دامت ثورته ما يقارب عشر سنوات (151-160هـ=768-777م) وشملت مناطق واسعة من وسط إسبانيا وشمالها. ([90])

ولم يستطع الأمير القضاء عليه لانشغاله بثورة إشبيلية، ولكنه عندما أخمد تلك الثورة تفرغ لقتاله واستطاع أخيرًا القضاء عليه بمؤامرة دبرها بعض أصحابه وتم اغتياله عام 160هـ وبذلك تم القضاء على ثورته وعلى أول محاولة دبرها الشيعة لتوسيع نفوذهم في الأندلس([91]).

ويرى الدكتور محمود علي مكي: أن ثورة شقيا البربري هي أول الثورات البربرية الشيعية في بلاد الأندلس، كما أنها أول محاولة لإقامة دولة شيعية في الغرب الإسلامي؛ إذ إنها سبقت تكوين دولة الأدارسة العلوية بنحو عشرين سنة، ويضيف بأن ثورة شقيا البربري كشفت عما يمكن للدعوات الشيعية أن تصيبه من النجاح في أوساط القبائل البربرية. ([92])

والثورة الثالثة هي التي قام بها الحسين بن يحيى بن سعد بن عبادة الأنصاري وشايعه سليمان بن يقظان في برشلونة([93]) بسرقسطة(165ه-782م) ([94]):

ومما يذكر أن جد الحسين هو سعيد بن سعد كان من شيعة علي، وقد ولى له اليمن وولى أخوه قيس بن سعد مصر لعلي كذلك. ([95]) لم يكن الحسين بن يحيى الأنصاري واليًّا شرعيا على سرقسطة وإنما كان أحد المغامرين الذي أتاح لهم حظهم الاستيلاء على المدينة، بل يذكر بعض المؤرخين أنه كان يعمل لحساب والي برشلونة سليمان بن يقظان الأعرابي، وأنه عندما تم للحسين وضع يده على سرقسطة اعتبر ابن يقظان أن المدينة أصبحت مدينته فانتقل إليها وجعل الحسين مساعده في الحكم وصار يدبر شؤون المنطقة من سرقسطة بينما يفترض أنه ترك نائبًا عنه في برشلونه يحكمها باسمه، ولا شك أن اختياره لسرقسطة كي يقيم فيها هو مركزها الحساس وقربها من مركز الحكم في قرطبة أكثر من برشلونة. ([96])

وجه عبد الرحمن الداخل جيشًا لحصار سرقسطة بقيادة أحد قادته ثعلبة بن عبيد، فضرب هذا الحصار على المدينة ونشب القتال بين الطرفين أيامًا عدة حتى طلب سليمان بن يقظان الأعرابي صاحب سرقسطة عقد هدنة مؤقتة، فاستجاب له ثعلبة ووقفت الحرب.([97])

ويبدو أن سليمان قد فعل ذلك تحايلًا منه على ثعلبة. إذ بينما كانت أبواب المدينة مؤصدة فتحت فجأة وخرج منها سليمان على رأس عددٍ من قواته فهجم على ثعلبة وقبض عليه وساقه أسيرًا في الوقت الذي انفرط فيه عقد الجيش الذي كان معه بعد أسر قائدهم.([98])

اعتبرت تلك الحملة الأولى من عبد الرحمن على سرقسطة حملة فاشلة كان عليه أن يرسل غيرها للقضاء على الثورة.

عرف سليمان بن يقظان أن انتصاره على الأمير عبد الرحمن الداخل لن يكون إلا مؤقتا؛ فعمد إلى الاتصال بملك الفرنجة قارله –شارلمان– وطلب إليه مساعدته ضد حكومة قرطبة.([99])

علم سليمان بن يقظان أن شارلمان كان حينذاك في مدينة باذربون، فسار إليه وبرفقته القائد ثعلبة بن عبيد الذي كان قد قبض عليه، فقدمه له عربونًا على صدقه وإخلاصه في التحالف معه، وشجعه على العبور جبال البيرنيه نحو الأندلس للقضاء على الدولة الأموية فيها.([100])

ويبدو أن التدخل الفرنجي قد أساء بصورة عامة إلى العلاقات بين الرجلين – سليمان بن يقظان والحسين بن يحيى- فما لبث الخلاف أن دب بينهما وأقدم الحسين بن يحيى على قتل سليمان بن يقظان والانفراد بحكم سرقسطة. ([101])

وبعد ذلك مباشرة وصلت قوات الأمير عبد الرحمن الداخل يقودها بنفسه لحصار سرقسطة، ففرض الحصار على المدينة إلا أن الحسين لجأ إلى تحايله كعادته، فأبدى انصياعه للأمير وأعلن دخوله في طاعته، فقبل الأمير منه ذلك على أن يسلمه ابنه سعيد رهينة يأخذه معه خوفًا من قيامه ثانية، وعلى أن يدفع جزية معينة كل سنة. ([102])

رفع الأمير عبد الرحمن الحصار عن سرقسطة وانتهز فرصة وجوده في تلك المناطق الشمالية فانساح في أراضي الدويلات الإسبانية غازيًا وعاد بعدها إلى قرطبة. ولم يكتف عبد الرحمن بذلك بل قاد بنفسه جيشًا سار به إلى سرقسطة ونصب عليها المجانيق من كل جانب، يقال إنه حفّها بستة وثلاثين منجنيقًا، ([103]) وضيق على أهلها أشد التضييق فعرضوا الاستسلام وأن يسلموا الحسين، على أن يؤمنهم على حياتهم، فقبل الأمير عبد الرحمن وسُلّم إليه الحسين فقطع يديه ورجليه وتركه حتى مات، ثم عاد إلى قرطبة بعد أن قضى نهائيًا على تلك المؤامرة. ([104])

 

 

رابعا ــ حركات التمرد الداخلية

1- تمردات إشبيلية:

  • ثورة رزق بن النعمان الغساني([105]) سنة 143هـ=763م:

كانت ثورة رزق الغساني هي أولى الثورات التي واجهها عبد الرحمن الداخل بعد القضاء على ثورة الفهرين، وكان قد لجأ إليه القاسم بن يوسف الفهري، خلع طاعة الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل بسبب عزله عن ولاية الجزيرة، وبدأ رزق ثورته بعصيانه لأمر العزل، بل إنه أقدم على منع واليها الجديد من دخولها، واجتمع حوله الكثير من الأتباع خاصة من اليمنية، فسار بهم إلى شذونة ([106]) واستولى عليها، ثم واصل الزحف إلى إشبيلية فدخلها أيضًا، وفي نفس الوقت كان الأمير عبد الرحمن الداخل قد وصل بجيشه إلى إشبيلية، فحاصرها حصارا شديدًا أرهق أهلها فاضطروا إلى الموافقة على تسليم الثائر رزق الغساني إلى الأمير عبد الرحمن الذي لم يتردد في إصدار الأمر بقتله.([107])

ب- ثورة أبي الصباح حي بن يحيى اليحصبي سنة 149هـ=766م:

كان أبو الصباح حي بن يحيى اليحصبي زعيم العرب اليمانية في إشبيلية من أول الملبين لدعوة الأمير عبد الرحمن الداخل حين قدومه إلى الأندلس ومن المبايعين له، أيده وناصره وقاتل معه في معركة المصارة، وكان له ثقله في تلك الموقعة لمكانته بين قومه.([108])

وعندما منع عبد الرحمن الداخل الجند المنتصرين من الإسراف في قتل الفهريين تغيرت قلوب الكثيرين من اليمانيين ومن بينهم أبو الصباح اليحصبي الذي دعاهم إلى القضاء على عبد الرحمن الداخل.

وقد علم الأمير بما يرمي إليه اليحصبي، ولكنه تجنب مواجهته، تاركًا ذلك إلى أن يحين الوقت المناسب بل فضل في هذه المرحلة إكرامه، فقربه وعينه واليًا على إشبيلية سنة 146ه=763م. ([109])

وبعد قضاء عبد الرحمن الداخل على ثورة المطري 149هـ=766م، نقم عليه أبو الصباح الذي كتب إلى من توسم فيهم تأييده في أنحاء الأندلس، وألبهم على الأمير، وعندما تبين للأمير عبد الرحمن عظم نفوذ أبي الصباح وقوته وتأثيره على الأجناد حاول التفاوض معه واستدراجه بالحيلة إلى قرطبة حيث قتله في العام نفسه فتفرق جنده.

وكان لمقتل أبي الصباح اليحصبي أثر بالغ على القبائل اليمنية في غربي الأندلس؛ لأنه كان سيد عرب تلك المنطقة وكان أقرباؤه من كوة لبلة([110]) وإشبيلية وباجة([111])، وقد ازدادت نقمتهم على عبد الرحمن، وأخذوا يتحينون الفرصة للثورة عليه.

جـ- ثورة حيوة بن ملامس الحضرمي سنة 156هـ=772م:

استخلف عبد الرحمن الداخل ابنه سليمان على قرطبة  فأتاه كتابه يخبره بخروج أهل إشبيلية مع حيوة بن ملامس الحضرمي وعبد الغافر اليَحْصُبيّ عن طاعته، وعصيانهم عليه، واتفق من بها من اليمانية معهم فرجع عبد الرحمن ولم يدخل قرطبة، وهاله ما سمع من إقناعهم، وكثرتهم فقدم ابن عمه عبد الملك ابن عمر وكان شهاب آل مروان، وبقي عبد الرحمن خلفه كالمدد له، فلما قارب عبد الملك أهل إشبيلية، قدم ابنه أمية؛ ليعرف حالهم، فرآهم مستيقظين، فرجع إلى أبيه، فلامه أبوه على إظهار الوهن وضرب عنقه، وجمع أهل بيته، وخاصته، وقال لهم: طردنا من المشرق إلى أقصى هذا الصقع ونحسد على لقمة تبقي الرمق، اكسروا جفون السيوف فالموت أولى أو الظفر، ففعلوا وحمل بين أيديهم فهزم اليمانية وأهل إشبيليه فلم تقم بعدها لليمانية قائمة وجرح عبد الملك وبلغ الخبر إلى عبد الرحمن، فأتاه وجرحه يجري دمًا وسيفه يقطر دمًا، وقد لصقت يده بقائم سيفه، فقبله بين عينيه وجزاه خيرًا وقال يا ابن عم قد أنكحت ابني وولي عهدي هشامًا ابنتك فلانة وأعطيتها كذا وكذا، وأعطيتك كذا وأولادك كذا، وأقطعتك وإياهم ووليتكم الوزارة.([112])

2- تمردات طليطلة:

كانت طليطلة – العاصمة السابقة لمملكة القوط الغربيين والمركز الأول للديانة المسيحية في إسبانيا- قد أخذت بفقدان بريقها اللامع فور قدوم المسلمين إلى تلك الديار، ومع تطور السيرة الحضارية للعاصمة الجديدة قرطبة أخذت تلك المدينة تسعى لاستعادة مكانتها السابقة، وتعمل على إحياء مجدها التليد، وذلك من خلال استيعابها العناصر الناقمة والرافضة لحكم المسلمين في الأندلس، لا سيما المستعربين واليهود، وقلما مرت سنة من سنوات حكم الأمويين في الأندلس من غير أن تثور هذه المدينة، وتخرج على طاعة السلطة المركزية في قرطبة.

خروج هشام بن عروة الفهري ويوسف بن عبد الرحمن الفهري سنة 144هـ=761م:

كانت انطلاقة ثورات طليطلة سنة 147هـ=761م ([113])، عندما ثار واليها ثار هشام ابن عروة الفهري وهو من بني عمرو، ويوسف بن عبد الرحمن الفهري بطليطلة على الأمير عبد الرحمن الأموي، فاتبعه من فيها، فسار إليه عبد الرحمن فحاصره وشدد عليه الحصار، فمال إلى الصلح وأعطاه ابنه “أفلح”، رهينة فأخذه عبد الرحمن ورجع إلى قرطبة، فرجع هشام وخلع عبد الرحمن فعاد إليه عبد الرحمن وحاصره، ونصب عليه المجانيق فلم يؤثر فيها لحصانتها فقتل ابنه أفلح ورمى رأسه في المنجنيق ورحل إلى قرطبة ولم يظفر بهشام.([114])

خروج القائد السلمي:

ثار السلمي على الأمير عبد الرحمن، وكان حسن المنزلة عنده، فسكر ليلة فأقبل فوجد باب المدينة قد قفل، فأراد أن يفتح باب القنطرة فثار إليه الحرس، فحمل عليهم بالسيف، وذلك بليل، فلما أفاق من سكره، و فهم فعله، خاف الأمير فهرب نحو الشرق، فبعث الأمير في تبعه حبيب بن عبد الملك القرشي، فغشيه، فطلب السلُّمي البراز فبرز إليه عبد أسود فاختلفا ضربتين فوقعا صريعين وماتا جميعًا. ([115])

  • تمردات لبلة:

خروج سعيد اليحصبي (المطري) في سنة 148هـ=765م:

خرج سعيد اليحصبي المعروف بالمطري بالأندلس بمدينة لبلة، وسبب ذلك أنه سكر يومًا فتذكر من قتل من أصحابه اليمانية مع “العلاء” فعقد لواءًا، فلما صحا رآه معقودًا فسأل عنه، فأخذ به فأراد حله ثم قال: ما كنت أعقد لواءًا ثم أحله بغير شيء وشرع في الخلاف، فاجتمعت اليمانية إليه، وقصد إشبيلية وتغلب عليها، وكثر جمعه، فبادر عبد الرحمن الداخل في جموعه، فامتنع المطري في قطعة زعواق لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فحصره عبد الرحمن فيها وضيق عليه ومنع أهل الخلاف من الوصول إليه، وكان قد وافقه على الخلاف غياث بن علقمة اللخمي – وكان بمدينة شذونة – وقد انضم إليه جماعة من رؤساء القبائل، يريدون إمداد المطري وهم من جمع كثير، فلما سمع عبد الرحمن ذلك، سير إليهم بدرًا مولاه في جيش، فحال بينهم وبين الوصول إلى المطري فطال الحصار عليه، وقلَّت رجاله بالقتل، ففارقه بعضهم، فخرج يومًا من القلعة، وقاتل فقتل وحمل رأسه إلى عبد الرحمن فقدم أهل القطعة عليهم خليفة بن مروان فدام الحصار عليهم، فأرسل أهلها يطلبون الأمان من عبد الرحمن ليسلموا إليه خليفة، فأجابهم إلى ذلك وأمنهم فسلموا إليه الحصن وخليفة، فخرب الحصن، وقتل خليفة ومن معه، ثم انتقل إلى غياث ومن معه، وكان موافقًا للمطري على الخلاف، فحصرهم، وضيق عليهم، فطلبوا الأمان، فأمنهم إلا نفرًا كان يعرف كراهتهم لدولته، فإنه قبض عليهم وعاد إلى قرطبة فلما عاد إليها، خرج عليه عبد الله بن خراشة الأسدي، بكورة جيان فاجتمعت إليه جموع فأغار على قرطبة فسير إليه عبد الرحمن جيشًا فتفرق جمعه، فطلب الأمان فبذله له عبد الرحمن ووفى له. ([116])

  • تمردات صغيرة في أماكن متفرقة:
  • خروج غياث بن المسير الأسدي سنة 150هـ=767م:

خرج غياث بن المسير الأسدي ([117])، فجمع العمال لـ عبد الرحمن  جمعًا كثيرًا وسار إلى غياث فوافقه، فانهزم غياث ومن معه، وقتل غياث وبعث برأسه إلى عبد الرحمن بقرطبة.([118])

ب- خروج عبد الله بن خُرَاشَةَ الأسدي([119]) سنة 150ه=767م:

خرج عبد الله بن خُرَاشَةَ الأسدي على الأمير عبد الرحمن الداخل بكورة جيّان واجتمع إليه جموع فأغار على قرطبة فسيّر إليه عبد الرحمن جيشًا فتفرق جمعه، فطلب الأمان فأمّنه ووفى له. ([120])

جـ- خروج دُحَيّة الغساني سنة 162ه=778م:

     خرج دُحَيّة الغساني في بعض حصون البيرة، فاحتل بعض حصونها، وخلع الطاعة مما اضطر الأمير عبد الرحمن إلى إرسال جيش بقيادة شهيد بن عيسى (ت188ه=)([121]) حاربه وتمكن من قتله. ([122])

د- وفي سنة 162ه=778م عصى إبراهيم بن شجرة فسيّر عبد الرحمن الداخل بدرًا مولاه إليه فقتله. وعصى العباس البربري – وهو في جمع البربر وأظهر العصيان – فسيّر الداخل إليه تمّام بن علقمة فقتله وفرق جموعه . ([123])

و- خروج الرماحس بن عبد العزيز الكتاني([124]) سنة 163ه=779م.

ثار الرماحس الكتاني بالجزيرة الخضراء فتوجه له عبد الرحمن الداخل ففر في البحر إلى المشرق.([125])

تعقيب:

استطاع الأمير عبد الرحمن الداخل أن يقضي على هذه الثورات جميعا بفضل جيشه المنظم وقادته الأكفاء المخلصين، وبفضل إقدامه ونشاطه المتواصل. وكثيرًا ما كان يتولى بنفسه قيادة جيوشه، فاستطاع أن يجمع طوائف أهل الأندلس حوله، بلديين وشاميين وبربرًا وقيسيين ويمنيين، وأن يطمئن إلى ولائهم له ورضائهم بحكمه، ولم تكن تلك الثورات التي عكرت صفو عهده شاغلة له عن العناية بشؤون إمارته إذ إنه لم يتطلع إلى الخلافة التي كانت لأجداده، فلم يتلقب بالخليفة، مكتفيًا بلقب ابن الخلائف؛ فإنه اتخذ ألقابًا كثيرة منها: الأمير الأكرم، والملك المعظم.

الخاتمة

ظهر جليًا من خلال ما تم عرضه في هذا البحث الموجز عن التمردات في فترة حكم عبد الرحمن الداخل اتضح أن ثمة  أسبابًا رئيسة ساعدت على إشعال هذه الثورات بشدة وهي كما يلي:ـ

أولًا: منعة البلاد، وحصانة المعاقل، ويأس أهلها بمقربتهم عدو الدين، فهم شوكة وجد بخلاف سواهم.

ثانيًا: علو الهمم، وشموخ الأنوف، وقلة الأعمال لثقل الطاعة، إذ كان من يصل  الأندلس من العرب والبرابرة أشرافًا يأنف بعضهم من الإذعان لبعض.

ثالثًا: تربص أعداء المسلمين من النصارى الحريصين على ضرب المسلمين بعضهم ببعض وهذا الاستنتاج يوضح أن تلك التمردات كانت عائقًا منيعًا وقف ضد تعميق الحكم الأموي في الأندلس والتي استطاع عبد الرحمن الداخل إجهاضها وترسيخ حكمه حتى ترك البلاد في فترة من أقوى فتراتها في التاريخ بصفة عامة.

المصادر والمراجع:

  • آثار البلاد وأخبار العباد، زكريا بن محمد بن محمود القزويني، دار صادر، بيروت، (د.ت).
  • الإحاطة في أخبار غرناطة، لسان الدين ابن الخطيب، تحقيق: محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1395ه=1975م.
  • أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها- رحمهم الله- والحروب الواقعة فيما بينهم، مؤلف مجهول، طبع في مدينة مجريط، بمطبعة بونيو، 1867م.
  • الإسلام في أسبانيا، لطفي عبد البديع، مكتبة النَّهضة المصريَّة، القاهرة، 1958م.
  • الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط5، أيار (مايو) 1980م
  • ذكر بلاد الأندلس، مؤلف مجهول، لويس مولينا، مدريد، 1983م، 1/109.
  • أعلام مالقة، أبو عبد الله محمد بن علي بن الخضر بن قارون ابن عسكر، وأبو بكر بن خميس، تحقيق: عبد الله المرابط الترغي، دار الغرب الاسلامي، بيروت، ودار الأمان، الرباط , 1999م.
  • الإمارة الأموية في الأندلس على عهد الأمير عبد الرحمن الداخل، فريدة الأنصاري، رسالة ماجستير غير مطبوعة، بكلية الآداب، جامعة بغداد، العراق، 1975م.
  • الأمويون أمراء الأندلس الأول، أحمد الشعراوي، الإسكندرية، 1969م.
  • الأندلس في اقتباس الأنوار وفي اختصار اقتباس الأنوار، أبو محمد الرُّشاطي وابن الخرّاط الإشبيلي، تحقيق: إيميليو مولينا وخاثينتو بوسك بيلا، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، معهد التعاون مع العالم العربي، مدريد، 1990م.
  • الأنساب، أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، دار الجنان، بيروت، لبنان، 1408ه=1988م، 5/675؛
  • بحوث في تاريخ وحضارة الأندلس في العصر الإسلامي، كمال السيد أبو مصطفى، مركز إسكندرية للكتاب، 1997م.
  • البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1408ه=1988م.
  • بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، الضبي، تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الكتاب اللبناني، دار الكتاب المصري، ط1، 1410ه=1989م.
  • البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، ابن عذاري المراكشي، تحقيق: ج. س. كولان و إِ. ليفي بروفنسال، درا الثقافة، بيروت، لبنان، ط2، 1400ه=1980م.
  • تاريخ ابن الوردي، زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1417هـ= 1996م.
  • تاريخ افتتاح الأندلس، ابن القوطية، تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الكتاب المصري بالقاهرة، دار الكتاب اللبناني ببيروت، ، ط2، 1410ه= 1989م.
  • تاريخ إفريقيا الشمالية تونس الجزائر المغرب الأقصى من البدء إلى الفتح الإسلامي 647م، شارل أندري جوليان، تعريب: محمد مزالي والبشير بن سلامة، مؤسسة تاوالت الثقافية، 2011م.
  • تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1407هـ=1987م.
  • التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، عبدالرحمن علي الحجي، دار القلم، دمشق، ط5، 1418هـ.
  • تاريخ الشعوب الإسلامية، كارل بروكلمان، ترجمة: نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط13، 1993م.
  • تاريخ العرب في الأندلس عصر الإمارة من عبد الرحمن الداخل إلى عبد الرحمن الناصر (138-350ه=755-960م)، خالد الصوفي، منشورات جامعة قاريونس، كلية الآداب، ط2، 1980م.
  • تاريخ العرب في الأندلس، من الفتح العربي حتى سقوط غرناطة (1415هـ =1994م)، فارس بوز، 1995م.
  • تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، خليل إبراهيم السامرائي, وآخرين، دار الكتاب الجديد, بيروت، ط1، يناير، 2000م.
  • تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يونس الأزدي، تحقيق: السيد عزت العطار الحسيني، مطبعة المدني، القاهرة، ط2، 1408هـ= 1988م.
  • تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس من الفتح العربي حتى سقوط الخلافة بقرطبة، السيد عبد العزيز سالم، مؤسسة شباب الجامعة، (د.ت).
  • تاريخ المغرب والأندلس، عصام الدين الفقي، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة، 1986م.
  • تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط، شكيب ارسلان، كلمات عربية للترجمة والنشر، القاهرة، 2012م.
  • تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها، أبي القاسم علي ابن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر، تحقيق: علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط1، 1419هـ=1998م.
  • تاريخ مدينة دمشق، أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله، ابن عساكر، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر ابن غلامة العمروي، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1416ه=1996م.
  • نصوص عن الأندلس عن كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك، ابن العذري، تحقيق: عبد العزيز الأهواني، معهد الدراسات الإسلامية، مدريد، 1965م.
  • التشيع في الأندلس منذ الفتح حتى نهاية الدولة الأموية، محمود علي مكي، صحيفةالمعهد المصري بمدريد، عدد1،2، 1954م.
  • جغرافية الأندلس وأوروبا من كتاب المسالك والممالك، عبد الله بن عبد العزيز البكري، تحقيق: عبد الرحمن الحجي، دار الإرشاد للطباعة والنشر والتوزيع،، بيروت، لبنان، 1968م.
  • الحلة السيراء، ابن الأبار، تحقيق: حسين مؤنس، دار المعارف، القاهرة، ط2، 1985م.
  • الحلل الأندلسية في الأخبار والآثار الأندلسية، شكيب أرسلان، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1997م، المجلد 1.
  • دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، 1417ه= 1997م.
  • دولة الفرنجة وعلاقتها بالأمويين في الأندلس حتى أواخر القرن العاشر الميلادي (138-366ه=755-976م)، محمد مرسي الشيخ، مؤسسة دار الثقافة الجامعية، بلا، 1981م.
  • ذكر بلاد الأندلس، مجهول، تحقيق: لويس مولينا، معهد ميغيل آسينن المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، مدريد، 1983م.
  • رسائل ابن حزم الأندلسي، ابن حزم، تحقيق: إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1987م.
  • الروض المعطار في خبر الأقطار، محمد بن عبد المنعم الحِميري، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت، ط2، 1980م.
  • شخصية عبد الرحمن الأول الأموي الملقب الداخل وصقر قريش، أحمد مختار العبادي، مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية، بمدريد، 1997م، عدد29.
  • شرح الكوكب المنير، تقي الدين أبو البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المعروف بابن النجار، تحقيق: محمد الزحيلي ونزيه حماد، مكتبة العبيكان، ط2، 1418هـ=1997م.
  • صبح الأعشىـى في صناعة الإنشا، أحمد بن علي القلقشندي، تحقيق: يوسف علي طويل، دار الفكر، دمشق، ط1، 1987م.
  • صفة الأندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار، محمد ابن عبد المنعم الحِميري، تحقيق: إ . لافي بروفنسال، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط2، 1408ه=1988م.
  • عبد الرحمن الداخل في الأندلس سياسته الداخلية والخارجية، إبراهيم ياسر خضير الدوري، دار الرشيد للنشر، وزارة الثقافة والأعلام، العراق، 1982م.
  • العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، عبد الرحمن ابن خلدون، تحقيق: خليل حشادة وسهيل زكار، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1421ه=2000م.
  • علاقة الإمارة الأموية في الأندلس مع الممالك النصرانية في إسبانيا (138-300هـ=755-912م) سائدة عبد الفتاح أنيس سويلم، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة النجاح الوطنية، نابلس فلسطين، 2001م.
  • فضل الإسلام على الحضارة الغربية، مونتجومري وات، ترجمة: حسين أحمد أمين، دار الشروق، بلا، 1983م.
  • فوات الوفيات، محمد بن شاكر الكتبي، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1974م.
  • في تاريخ المغرب والأندلس، أحمد مختار العبادي، دار المعرفة الجامعية، 1425ه= 1995م.
  • قصة العرب في إسبانيا، علي الجارم بك، مطبعة المعارف، 1944م.
  • الكامل في التاريخ، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1415هـ.
  • الجغرافية، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الزهري، تحقيق: محمد حاج صادق، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، (د.ت).
  • اللباب في تهذيب الأنساب، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، دار صادر، بيروت، لبنان، 1400ه=1980م.
  • المعجب في تلخيص أخبار المغرب، عبد الواحد بن علي المراكشي، تحقيق: محمد سعيد العريان، ومحمد العربي العلمي،  نشر دار الكتاب، الدار البيضاء، ط7، 1978م.
  • معجم البلدان، ياقوت الحموي، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، 1993م.
  • المغرب في حلى المغرب، ابن سعيد المغربي، تحقيق: شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، 1955م.
  • مفاخر البربر لمؤلف مجهول، دراسة وتحقيق: عبد القادر بوباية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، المغرب، ط1، 2004م.
  • الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والأندلس، نجيب زبيب، تقديم: أحمد ابن سودة، دار الأمير للثقافة والعلوم، بيروت، لبنان، ط1، 1415ه= 1995م.
  • النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2008م.
  • نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الأثار، والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك، أحمد عمر بن أنس العذري بن الدلائي، تحقيق: عبد العزيز الأهواني، معهد الدراسات الإسلامية، مدريد، (د.ت).
  • نظرات في تاريخ المغرب والأندلس في العصر الإسلامي، صلاح الدين محمد نوار، دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع، الإسكندرية، 1994م.
  • نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقري، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، دار صادر، 1388ه.
  • نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري تحقيق: مفيد قمحية وجماعة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1424ه=2004م.

Lévi-Provençal: Histoire de l’Espagne Musulmane, Paris, Leyden, 1950.

 

([1]) تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها، أبي القاسم علي ابن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر، تحقيق: علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الاولى، 1419هـ=1998م، 35/448؛ الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980م، 3/383؛ ذكر بلاد الأندلس، مؤلف مجهول، لويس مولينا، مدريد، 1983م، 1/109.

([2]) أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها- رحمهم الله- والحروب الواقعة فيما بينهم، مؤلف مجهول، طبع في مدينة مجريط، بمطبعة بونيو سنة 1867م، ص50.

([3]) البربر: هم سكان المغرب العربي الأصليون، فهم ليسوا أوربيين ولا أفارقة؛ لأنهم لا يتسمون بأي صفة من صفات العرقين السابقين، ويظهر للعيان أن الملامح التي يحملونها مشرقية سواء كانت البشرة البيضاء كما حال قريش فهي بشرة حنطية فاتحة اللون. وأشار المؤرخ شارل أندري جوليان: إلى أن البربر لم يطلقوا على أنفسهم هذا الاسم، بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم، وينعتونهم بالهمج، ومنه استعمل العرب كلمة بربر وبرابرة؛ مفاخر البربر لمؤلف مجهول- دراسة وتحقيق عبد القادر بوباية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى، 2004م، ص195 وما بعدها؛ الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والأندلس، نجيب زبيب، تقديم: أحمد ابن سودة، دار الأمير للثقافة والعلوم، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1415ه= 1995م، ص125 وما بعدها؛ تاريخ افريقيا الشمالية تونس الجزائر المغرب الأقصى من البدء إلى الفتح الإسلامي 647م، شارل أندري جوليان، تعريب: محمد مزالي والبشير بن سلامة، مؤسسة تاوالت الثقافية، 2011م، ص53.

([4]) المعجب في تلخيص أخبار المغرب، عبد الرحمن المراكشي، تحقيق: محمد سعيد العريان، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الجمهورية العربية المتحدة، (د.ت)، ص 40؛ رسائل ابن حزم الأندلسي، ابن حزم، تحقيق: إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1987م، 2/191؛ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقري، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، دار صادر، 1388هـ، 1/333.

([5]) البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، ابن عذاري المراكشي، تحقيق: ج. س. كولان و إِ. ليفي بروفنسال، درا الثقافة، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1400ه=1980م، 2/47؛ بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، الضبي، تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الكتاب اللبناني، دار الكتاب المصري، الطبعة الأولى، 1410ه=1989م، 1/32؛ تاريخ مدينة دمشق، أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله، ابن عساكر، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر ابن غلامة العمروي، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1416ه=1996م، 35/445 هامش3؛ فوات الوفيات، محمد بن شاكر الكتبي، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت،1974م، 2/302.

([6]) تاريخ ابن الوردي، زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1417هـ= 1996م، 1/194؛ نهاية الأرب، النويري، 23/205؛ نفح الطيب، المقري، 1/333.

([7]) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2008م، 1/339.؛ تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يونس الأزدي، تحقيق: السيد عزت العطار الحسيني، مطبعة المدني، القاهرة، الطبعة الثانية، 1408هـ/ 1988م، ص302 برقم 785؛ رسائل ابن حزم الأندلسي، ابن حزم، تحقيق: إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1987م، 2/49،191.

([8]) الإحاطة في أخبار غرناطة، لسان الدين ابن الخطيب، تحقيق: محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1395ه=1975م، 3/467؛ الحلة السيراء، ابن الآبار، تحقيق: حسين مؤنس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية، 1985م، 1/35.

([9]) كلمة صقر التي لقب بها عبد الرحمن، كلمة حلوة ومرة في آن واحد، تجمع بين الشدة والعنف، وبين الحلاوة واللين. وهذا ما ينطبق على شخصية عبد الرحمن في الواقع؛ فهو القائد الفارس الشجاع الجسور الذي عبر القفار والجبال، فهزم الأعداء وجعل من الأندلس دولة مستقلة بعد أن كانت ولاية تابعة لخلافة المشرق، وهو من ناحية أخرى الشاعر الرقيق والسياسي الذكي، والفنان الموهوب الذي يعشق الزهور والأشجار وجمال الطبيعة ويهتم ببناء القصور والمساجد؛ نفح الطيب، المقري، 1/329؛ شخصية عبد الرحمن الأول الأموي الملقب الداخل وصقر قريش، أحمد مختار العبادي، مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية، بمدريد، 1997م، عدد29، ص24.

([10]) هو: عبد الله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، أبو جعفر، المنصور، ثاني خلفاء بني العباس، وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب، كان عارفا بالفقه والأدب، مقدما في الفلسفة والفلك، محبا للعلماء، ولد في الحميمة من أرض الشراة (قرب معان) وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة 136ه، وهو باني مدينة بغداد أمر بتخطيطها سنة 145 وجعلها دار ملكه بدلا من  الهاشمية  التي بناها السفاح، توفي 158ه، ببئر ميمون (من أرض مكة) محرما بالحج، ودفن في الحجون (بمكة) ومدة خلافته 22 عاما. انظر: الأعلام، الزركلي، 3/338؛ البداية والنهاية، أبي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الاولى 1408ه=1988م، 10/129؛ العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، عبد الرحمن ابن خلدون، تحقيق: خليل حشادة وسهيل زكار، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1421ه=2000م، 4/156؛ تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1407هـ=1987م، 9/465؛ شرح الكوكب المنير، تقي الدين أبو البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المعروف بابن النجار، تحقيق: محمد الزحيلي ونزيه حماد، مكتبة العبيكان، الطبعة الثانية 1418هـ=1997م، 3/303.

([11]) فهي تعني الداخل إلى الأندلس، وهذا اللقب أطلق على شخصيات أخرى دخلت الأندلس قبل عبد الرحمن الداخل؛ مثل شخصية الفارس عبد الجبار بن نذير الذي دخل الأندلس في طالعة بلج بن بشر القشيري سنة (124هـ=742م)، وسمي بعبد الجبار الداخل، نزل في الجانب الغربي من قرطبة، وإليه ينسب باب عبد الجبار، وهناك أحد الأدباء كان جده يعرف بالداخل وهو عبيد الله بن قرلمان بن بدر الداخل، كما يطلق على الفقيه عبدالله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي، وكان يطلق على أبيه وجده لقب الداخل، وهذ يعني أن لقب الداخل لم يكن جديدا على الأندلس حينما لقب به عبد الرحمن؛ تاريخ افتتاح الأندلس، ابن القوطية، تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الكتاب المصري بالقاهرة، دار الكتاب اللبناني ببيروت، ، ط2، 1410ه= 1989م، ص76؛ نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الأثار، والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك، أحمد عمر بن أنس العذري بن الدلائي، تحقيق: عبد العزيز الأهواني، معهد الدراسات الإسلامية، مدريد، (د.ت)، ص15.

([12]) نصوص عن الأندلس، العذري، ص11، 25 ،26؛ نفح الطيب، المقري، 4/168.

([13]) المصدر السابق، 3/39.

([14]) نصوص عن الأندلس، العذري، ص ص11، 27،26،12.

([15]) نفح الطيب، المقري، 1/347.

([16]) المصدر السابق، 1/328.

([17]) عبد الرحمن الداخل في الأندلس سياسته الداخلية والخارجية، إبراهيم ياسر خضير الدوري، دار الرشيد للنشر، وزارة الثقافة والأعلام، العراق، 1982م، ص29.

([18]) ذكر بلاد الأندلس، مجهول، تحقيق: لويس مولينا، معهد ميغيل آسينن المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، مدريد، 1983م، ص109؛ عبد الرحمن الداخل، إبراهيم الدوري، ص30.

([19]) نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري تحقيق: مفيد قمحية وجماعة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1424ه=2004م، 23/198؛ تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، خليل إبراهيم السامرائي, وآخرين، دار الكتاب الجديد, بيروت، الطبعة الأولى، يناير، 2000م، ص 88.

([20]) قُرْطُبة: هي قاعدة الأندلس وأم مدائنها ومستقر خلافة الأمويين بها وآثارهم بها ظاهرة، وفضائل قرطبة ومناقب خلفائها أشهر من أن تذكر؛ الأندلس في اقتباس الأنوار وفي اختصار اقتباس الأنوار، أبو محمد الرُّشاطي وابن الخرّاط الإشبيلي، تحقيق: إيميليو مولينا وخاثينتو بوسك بيلا، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، معهد التعاون مع العالم العربي، مدريد، 1990م، ص 76 وما بعدها، صفة الأندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار، محمد ابن عبد المنعم الحِميري، تحقيق: إ . لافي بروفنسال، دار الجيل، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1408ه=1988م، ص 11.

([21]) ماردة: هي مدينة بجوفي قرطبة منحرفة إلى المغرب قليلًا، وكانت مدينة ينزلها الملوك الأوائل، فكثرت بها آثارهم والمياه المستجلبة إليها. انظر: الأندلس في اقتباس الأنوار وفي اختصار اقتباس الأنوار، أبو محمد الرُّشاطي وابن الخرّاط الإشبيلي، ص54،55؛ صفة الأندلس، الحِميري، ص 175 وما بعدها.

([22]) طليطلة: هي كانت دار الملك بالأندلس حين دخلها طارق، وهي حصينة لها أسوار حسنة وقصبة حصينة، وهي أزلية من بناء العمالقة، وهي على ضفة النهر الكبير، وقلما يرى مثلها إتقانًا وشماخة بنيان، وهي عالية القدر حسنة البقعة. انظر: صفة الأندلس، الحِميري، ص 130 وما بعدها.

([23]) العبر، ابن خلدون، 4/159؛ نهاية الأرب، النويري، 23/205.

([24]) الأمويون أمراء الأندلس الأول، أحمد الشعراوي، الإسكندرية، 1969م، ص 107،106.

([25]) نفح الطيب، المقري، 1/333.

([26]) هو: عبد السلام بن يزيد بن هشام بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي له عقب بالأندلس وقتله ابن عمه عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بالأندلس؛ تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، 36/223؛ قصة العرب في إسبانيا، علي الجارم بك، مطبعة المعارف، 1944م، ص 61 هامش1؛ نفح الطيب، المقري، 3/46.

([27]) الأسماء المذكورة هي: ديوان الحيشاني وابن يزيد بن يحيى التجيبي وابن أبي غريب… أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص57.

([28]) نفح الطيب، المقري، 3/46.

([29]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص57.

([30]) أبو سلمة الخلال هو أحد دعائم الدولة العباسية الذين ساعدوا في تقويض أركان الدولة الأموية، ومع ذلك فقد تخلص منه السفاح فيما بعد بقتله.

([31]) نفح الطيب، المقري، 3/44.

([32]) أورد عدة من المؤرخين الاسمين الأولين وانفرد النويري بإيراد الاسم الثالث الذي ربما كان في تحقيقه بعض الخطأ نظرًا لقرابته. انظر: نهاية الأرب، 22/15.

([33]) البيان المعرب، ابن عذاري، 2/85؛ نفح الطيب، المقري، 1/46؛ في تاريخ المغرب والأندلس، أحمد مختار العبادي، ص110؛ تاريخ العرب في الأندلس عصر الإمارة من عبد الرحمن الداخل إلى عبد الرحمن الناصر (138-350ه=755-960م)، خالد الصوفي، منشورات جامعة قاريونس، كلية الآداب، ط2، 1980م، ص83 وما بعدها.

([34]) نفح الطيب، المقري، 1/47،46.

([35]) نفح الطيب، المقري، 1/47.

([36]) المصدر نفسه، 1/47.

([37]) المصدر السابق، 1/47، 48.

([38]) تختلف المصادر في نسب العلاء بن مغيث. فالبعض يطلق عليه لقب اليحصبي والآخر الجذامي  وكذلك الحضرمي. كما تختلف المصادر أيضًا في المنطقة التي يعود إليها العلاء: فالبعض يشير إلى أنه من أهل باجة في الأندلس، فيما يشير البعض الآخر إلى أنه من أهل إفريقية، قدم إلى الأندلس واستقر في باجة معلنًا حركته على الداخل. وتتفق الروايات على أنه بدأ حركته في باجة غربي الأندلس -جنوب البرتغال حاليًا- أو في لقتت أحد أعمال باجة وكان ذلك في سنة 146هـ= 763م، فيما تذكر رواية أخرى أن حركة العلاء كانت في سنة 149هـ=766 م، والأرجح سنة 146هـ=763م؛ لإجماع المصادر على هذا التاريخ. انظر: أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 102؛ البيان المغرب، ابن عذاري، 2/77؛ العبر، ابن خلدون، 4/466؛ الكامل في التاريخ، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1415هـ، 2/575؛ نفح الطيب، المقري، 1/332.

([39]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 102؛ البيان المغرب، ابن عذاري، 2/77؛ نفح الطيب، المقري، 1/332.

([40]) كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور قد عين العلاء واليًا على الأندلس؛ دولة الفرنجة وعلاقتها بالأموية في الأندلس حتى أواخر القرن العاشر الميلادي، محمد محمد مرسي الشيخ، مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية، 1401هـ= 1981م، ص 79.

([41]) انضم إلى حركة العلاء أولئك الذين تضررت مصالحهم بقدوم الداخل، وبخاصة الفهري الذي أبعد عن السلطة بمجيء الداخل؛ وانضمت كذلك القبائل اليمانية التي انقلبت على عبد الرحمن؛ لأنهم لم يجدوا في عهده النفوذ الذي كانوا ينشدونه مقابل مساعدتهم في قتاله ضد المضرية. انظر: في تاريخ المغرب والأندلس، أحمد مختار العبادي، ص 307.

([42]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 53.

([43]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/77.

([44]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 102.

([45]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/77.

([46]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 103.

([47]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/77.

([48]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 103؛ البيان المغرب، ابن عذاري، 2/77.

([49]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 103.

([50]) المصدر السابق، ص 77؛ نفح الطيب، المقري، 1/332.

([51]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/51،52؛ تاريخ افتتاح الأندلس، ابن القوطية، ص54،55؛ الأمويون أمراء الأندلس الأول، أحمد الشعراوي، ص99،97.

([52]) تاريخ المغرب والأندلس، عصام الدين الفقي، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة، 1986م، ص74؛ دولة الفرنجة وعلاقتها بالأمويين في الأندلس حتى أواخر القرن العاشر الميلادي (138-366ه=755-976م)، محمد مرسي الشيخ، مؤسسة دار الثقافة الجامعية، بلا، 1981م، ص137.

([53]) جبال البرنيه (Portus): هي سلسلة من الجبال تمتد على مسافة 440 كم2 من خليج بسكاي في الغرب إلى البحر المتوسط في الشرق، وسفوحها الشمالية تقع في فرنسا بينما تقع سفوحها الجنوبية في إسبانيا، وقد عبرت عنها المصادر العربية باسم جبال البرتات أو جبال البرت ومعناها المنقذ. انظر: جغرافية الأندلس وأوروبا من كتاب المسالك والممالك، عبد الله بن عبد العزيز البكري، تحقيق: عبد الرحمن الحجي، دار الإرشاد للطباعة والنشر والتوزيع،، بيروت، لبنان، 1968م، ص66؛ الحلل الأندلسية في الأخبار والآثار الأندلسية، شكيب أرسلان، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1997م، المجلد 1، 1/53.

([54]) فضل الإسلام على الحضارة الغربية، مونتجومري وات، ترجمة حسين احمد أمين، دار الشروق، بلا، 1983م، ص64؛ دولة الفرنجة وعلاقتها بالأمويين في الأندلس، محمد مرسي الشيخ، ص137؛ علاقة الإمارة الأموية في الأندلس مع الممالك النصرانية في إسبانيا (138-300هـ=755-912م) سائدة عبد الفتاح أنيس سويلم، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة النجاح الوطنية، نابلس فلسطين، 2001م، ص15 وما بعدها.

([55]) التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، عبدالرحمن علي الحجي، دار القلم، دمشق، ط5، 1418هـ، ص224؛ عبد الرحمن الداخل، إبراهيم الدوري، ص177؛ نظرات في تاريخ المغرب والأندلس في العصر الإسلامي، صلاح الدين محمد نوار، دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع، الإسكندرية، 1994م، ص162.

([56]) دولة الفرنجة وعلاقتها بالأمويين في الأندلس، محمد مرسي الشيخ، ص146؛ علاقة الإمارة الأموية في الأندلس مع الممالك النصرانية، سائدة عبد الفتاح، ص16.

([57]) تاريخ غزوات العرب، شكيب أرسلان، ص121.

([58]) ممر رونسفال: أو باب الشيزري، وهو ممر من الضروب الجبلية يعبر جبال (البيرينيه) أو (البرتات) كما يسميها العرب. وقد عبر المسلمون هذا الممر إلى فرنسا كما عبره الملك (شارلماني) في الهجوم على البلاد الإسلامية. انظر: جعرافية الأندلس وأوروبا، البكري، ص66؛ الحلل الأندلسية، شكيب أرسلان، مج 1، 1/53.

([59]) بمبلونة (Pamplona): هي عاصمة مملكة نافار، قد أحدثها الرومانيون، ثم استولى عليها القوط ثم العرب، لكن العرب لم تطل مدة بقائهم فيها؛ حيث كانت من أشد الولايات مقاومة للمسلمين، تقع بمبلونة على الضفة اليمنى لأحد فروع نهر إبيرو، وبينها وبين سرقسطة مائة وخمسة وعشرون ميلًا. صبح الأعشىـى في صناعة الإنشا، أحمد ابن علي القلقشندي، تحقيق: يوسف علي طويل، دار الفكر، دمشق، ط1، 1987م، 5/234؛ الروض المعطار في خبر الأقطار، محمد بن عبد المنعم الحِميري، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت، الطبعة الثانية، 1980م، ص104.

([60]) تاريخ الشعوب الإسلامية، كارل بروكلمان، ترجمة: نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط13، 1993م، ص387.

([61]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص103.

([62]) العبر، ابن خلدون، 4/158؛ نصوص عن الأندلس، العذري، ص26.

([63]) نفح الطيب، المقري، 1/330؛ تاريخ المغرب والأندلس، عصام الفقي، ص78.

([64]) ليس هو عبد الرحمن بن حبيب والي إفريقية، بل هو شخص آخر؛ ولم يكن صقلبيًا انما سمي بذلك لطول جسمه وزرقة عينيه وشقرته، وإنما سمي بذلك لكونه شبيهًا بالصقالبة.؛ البيان المغرب، ابن عذاري، 2/79.

([65]) تختلف الروايات في تحديد سنة عبوره وحركته؛ فالبعض يشير إلى سنة 161هـ=778م، والآخر إلى سنة 162هـ= 779م، أو سنة 163هـ=780م، نزل في تدمير ودعا للعباسيين ولبس السواد واتخذه شعارًا لحركته. انظر: البيان المغرب، ابن عذاري، 2/79؛ العبر، ابن خلدون، 4/210؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير،5/54.

([66]) تُدْمِير: هي من كور الأندلس سميت باسم ملكها تدمير، صفة الأندلس، الحِميري، ص 62.

([67]) كان سليمان بن يقظان الأعرابي على مدينة برشلونة وجرندة في الثغر الأعلى، ولما خرج بدر مولى عبد الرحمن الداخل سنة 150هـ=767م، إلى منطقة الثغر الأعلى؛ ليتفقد أحوال الثغر، أخد كل من اشتبه بولائه لحكومة قرطبة وفرض علية الإقامة فيها. وبعد أن قضي عبد الرحمن الداخل على ثورة اليمنية بزعامة حيوة بن ملامس, وبعد هذه المسألة التي حلت باليمنية حرض الشاعر المشهر بن هلال القضاعي سليمان الأعرابي. ودعا إلى أخذ ثأر اليمنية فخرج الأعرابي من قرطبة وسار إلى سرقسطة متمردا وقد بدأ سليمان الأعرابي تمرده علي الأمير عبد الرحمن الداخل سنة 157هـ=774م، بالتعاون مع الحسين بن يحيي الأنصاري والي سرقسطة جيشا بقيادة  ثعلبة بن عبيد الجذامي, ولكن هذا الجيش تعرض إلى الهزيمة وأسر القائد ثعلبة وذلك سنة 158هـ=775م. ولم يكتف سليمان الأعرابي وحليفة الحسين بن يحيي الأنصاري بذلك بل أرسلا للإمبراطور شارلمان سنة 166هـ-777م. طالبين منه الزحف إلى الأندلس، ووعداه بتسليم برشلونه وسرقسطة. ولم يكن شارلمان يزهد في السيطرة على الأندلس، وإذ كان يحلم بطرد المسلمين من الأندلس، فلبي دعوة العصاة، ووافق على عروضهم وبعث إليه سليمان الأعرابي بأسيره ثعلبة بن عبيد رمزا للثقة والتحالف، ثم عبر شارلمان بجيوشه إلى الأندلس في سنة 161هـ=778م، ولكن تحطمت أحلامه وآماله عند أسوار مدينة سرقسطة، ورجع خائبا إلى بلاده وتعرض لهجوم المسلمين والبشكنش الذين دمروا مؤخرة جيشه، وكان شارلمان عند انسحابه قد أرغم سليمان الأعرابي علي التراجع معه لعجزه عن تحقيق ما وعده به بإدخاله مدينة سرقسطة ثم أطلق سراحه فتورى في مدينة برشلونة. تاريخ افتتاح الأندلس، ابن القوطية، ص 56،57؛ ترصيع الخبار، العذري، ص 25،26؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير،6/13 ،14؛ البيان المغرب، ابن عذاري،2/55،56؛ العبر، ابن خلدون، 4/268،269؛ نفح الطيب، المقري، 3/39؛ دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، 1417ه= 1997م، 1/183، 184؛ تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس من الفتح العربي حتى سقوط الخلافة بقرطبة، السيد عبد العزيز سالم، مؤسسة شباب الجامعة، (د.ت)، ص 201،204.

([68]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/54؛ العبر، ابن خلدون، 4/210.

([69]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 110.

([70])  المصدر السابق، ص 110.

([71]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/79.

([72]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/54؛ العبر، ابن خلدون، 4/210.

([73]) الإمارة الأموية في الأندلس على عهد الأمير عبد الرحمن الداخل، فريدة الأنصاري، رسالة ماجستير غير مطبوعة، بكلية الآداب، جامعة بغداد، العراق، 1975م، ص 178.

([74]) العبر، ابن خلدون، 4/210.

([75]) هو: محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفهري، أبو الأسود، ثائر، كان شجاعا من بيت شرف ومجد، أخذه عبد الرحمن الداخل بعد مقتل أبيه يوسف، فحبسه في سجن قرطبة مدة، فتعامى في الحبس وبقي على ذلك زمنا حتى اعتقد الناس فيه العمى، فأهمل أمره الموكلون بالسجن، فهرب، وأتى طليطلة فاجتمع له خلق كثير، فقاتله عبد الرحمن، فانهزم أصحاب أبى الاسود، فانصرف فجمع جيشا ثانيا وعاد إلى قتال عبد الرحمن، فلم يثبت من معه، فانهزم وأتى قرية من أعمال طليطلة فاختفى فيها إلى أن توفي سنة 170ه=786م.الأعلام، الزركلي، 4/245.

([76]) قسطلونة: هي مدينة قديمة بالأندلس بقرب بسطة. آثار البلاد وأخبار العباد، القزويني، ص553.

([77]) العبر، ابن خلدون، 4/124؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/257،258؛ نهاية الأرب، النويري، 23/204.

([78]) هو عبد الله بن الحسن بن سعيد بن عمار, دخل الأندلس في أيام يوسف الفهري, ونزل قرطبة, واستوطن بها الدار الكبرى التي صارت بعد ذلك لعبد الرحمن بن طورون. وكانت له أرحى الفنارة التي كانت على وادي قرطبة. فلما دخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلس وغلب على يوسف الفهري, ودخل قرطبة, قتله مع جماعة من أصحاب الفهري. ثم استوطنت ذريته بعد ذلك قلعة بني سعيد. أعلام مالقة، أبو عبد الله محمد بن علي بن الخضر بن قارون ابن عسكر، وأبو بكر بن خميس، تحقيق: عبد الله المرابط الترغي، دار الغرب الاسلامي، بيروت، ودار الأمان، الرباط , 1999م، ص246،245.

([79]) التشيع في الأندلس منذ الفتح حتى نهاية الدولة الأموية، محمود علي مكي، صحيفة المعهد المصري بمدريد، عدد1،2، 1954م، ص97.

([80]) الياسِريّ: هذه النسبة إلى ياسر والد عمار بن ياسر -رضي الله عنه-. الأنساب، أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، دار الجنان، بيروت، لبنان، 1408ه=1988م، 5/675؛ اللباب في تهذيب الأنساب، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، دار صادر، بيروت، لبنان، 1400ه= 1980م، 3/404.

([81]) نفخ الطيب، المقري، 3/61.

([82]) قبائل البربر في شمال أفريقيا والأندلس كانت محلا خصبا للتشيع، لعدم تمكنهم من لغة القرآن وتعاطفهم الشديد مع أهل البيت. فقد تردد لأول مرة صدى التشيع في الأندلس بين صفوف البربر، وكانت المناطق البربرية ميدانا لجميع الثورات الشيعية في الأندلس، يمدها ذلك الطوفان الهائل للتشيع الذي شمل جميع شمال أفريقيا خاصة بعد تأسيس أول دول علوية في المغرب الإسلامي وهي دولة الأدارسة سنة 173هـ، وقد اعتنق التشيع قبائل بربرية كبيرة معروفة كان لها امتداد واسع في المغرب والأندلس، منها بنو حماد وبنو زيري وقبيلة الصنهاجيين وقبائل كتامة.

Lévi-Provençal: Histoire de l’Espagne Musulmane, Paris, Leyden, 1950,P 85-88

([83]) ذكر كلا من ابن الأثير وابن خلدون أن الاسم هو شقنا. انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/200؛ العبر، ابن خلدون، 4/123. بيد أن الأصح هو شقيا لإجماع المصادر التاريخية الأخرى على ذلك.

([84]) شنت برية: هي مدينة متصلة بحوز مدينة سالم بالأندلس وهي شرق قرطبة، وهي مدينة كبيرة كثيرة الخيرات، لها حصون كثيرة بينها وبين قرطبة ثمانون فرسخًا؛ معجم البلدان، ياقوت الحموي، 3/366.

([85]) قورية: هي بالأندلس، قريبة من ماردة، بينها وبين قنطرة السيف مرحلتان، ولها سور منيع، وهي أولية البناء واسعة الفناء، من أحصن المعاقل وأحسن المنازل، ولها بواد شريفة خصيبة وضياع طيبة وأصناف من الفواكه كثيرة، وأكثرها العنب والتين؛ صفة الأندلس، الحميري، ص164.

([86]) نهاية الأرب، النويري، 23/201.

([87]) بلنسية: تقع في شرق الأندلس بينها وبين قرطبة على طريق بجانة ستة عشر يوما وعلى الجادة ثلاثة عشر يوما، وهي مدينة سهلية وقاعدة من قواعد الأندلس في مستو من الأرض عامرة القطر كثيرة التجارات وبها أسواق وحط وإقلاع، وبينها وبين البحر ثلاثة أميال، وهي على نهر جار ينتفع به ويسقي المزارع وعليه بساتين وجنات وعمارات متصلة والسفن تدخل نهرها، وسورها مبني بالحجر والطوابي، ولها أربعة أبواب، وهي من أمصار الأندلس الموصوفة وحواضرها المقدمة؛ صفة الأندلس، الحِميري، ص 47 وما بعدها.

([88]) نهاية الأرب، النويري، 23/201.

([89]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/209، العبر، ابن خلدون، 4/123.

([90]) في تاريخ المغرب والأندلس، أحمد مختار العبادي، دار المعرفة الجامعية، 1425ه=1995م، ص109.

([91]) تاريخ المسلمين، عبد العزيز سالم، ص20؛ تاريخ العرب في الأندلس، من الفتح العربي حتى سقوط غرناطة (1415هـ =1994م)، فارس بوز، 1995م، ص73؛ في التاريخ العباسي والأندلس، أحمد مختار العبادي، ص215.

([92]) التشيع في الأندلس، محمود علي مكي، ص99،98.

([93]) برشلونة (Barshaluna) مدينة أندلسية قديمة البناء، تقع على البحر المتوسط بينها وبين طركونة خمسون ميلًا، ولها ميناء تدخل إليه السفن ولها سوق وربض وأكثر سكانها من اليهود. سقطت بيد الفرنجة سنة 185هـ=801م. جغرافية الأندلس وأوروبا، البكري، ص96؛ صفة الأندلس، الحِميري، ص 42،43؛ الجغرافية، أبو عبد الله محمد ابن أبي بكر الزهري، تحقيق: محمد حاج صادق، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، (د.ت)، ص77.

([94]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/56؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/246؛ ذكر المقري أنه في سنة 157 ثار بسرقسطة الحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي وشايعه سليمان بن يقظان الأعرابي الكلبي رأس الفتن وآل أمرهما إلى أن فتك الحسين بسليمان وقتل الداخل الحسين، لم ينفرد بهذا التاريخ غير المقري . انظر: نفح الطيب، 3/48.

([95]) الإسلام في إسبانيا، لمحمّد صادق محمّد الكرباسي، إعداد: كاظم شمهود طاهر، بيت العلم للنابغين، بيروت، لبنان، 1432ه=2011م، ص28؛ التشيع في الأندلس، محمود علي مكي، ص97.

([96]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/56.

([97]) العبر، ابن خلدون، 4/124.

([98]) المصدر السابق، 4/124؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/246.

([99]) العبر، ابن خلدون، 4/124.

([100]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/246.

([101]) تاريخ العرب في الأندلس، خالد الصوفي، ص64 وما بعدها.

([102]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/247.

([103]) نهاية الأرب، النويري، 23/204.

([104]) البيان المغرب، ابن عذاري، 2/56،57؛ العبر، ابن خلدون، 4/124.

([105]) هو: رزق بن النعمان الغساني، من أمراء الأندلس، كان على الجزيرة الخضراء، ولما ظهر أمر عبد الرحمن الداخل قاومه رزق واحتل شذونة sidona ثم دخل إشبيلية، فعاجله عبد الرحمن وحصره فيها وضيق على أهلها، فتقربوا إليه بتسليمه رزقا، (ت140ه=760م)؛ الأعلام، الزركلي، 3/197.

([106]) شذونة: هي بالأندلس، وهي كورة متصلة بكورة مورور، وعمل شذونة خمسون ميلًا في مثلها، وهي من الكور المجندة، نزلها جند فلسطين من العرب؛ صفة الأندلس، الحميري، ص99،98.

([107]) البيان المعرب، ابن عذاري، 2/50،49؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/136؛ بحوث في تاريخ وحضارة الأندلس في العصر الإسلامي، كمال السيد أبو مصطفى، مركز إسكندرية للكتاب، 1997م، ص 125؛ نهاية الأرب، النويري، 23/198.

([108]) نفح الطيب، المقري، 3/33،34.

([109]) تاريخ افتتاح الأندلس، ابن القوطية، ص55؛ أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص105؛ نفح الطيب، المقري، 3/33،34.

([110]) لبلة: مدينة في غربي اشبيلية بينهما (84) كم وتقع على الطريق بين اشبيلية وقرطبة، بها ثلاث عيون، إحداها عين تهشر وهي أغزرها، والثانية عين تنبعث بالشب، والثالثة عين تنبعث بالزاج، ومن اشبيلية إلى طليطلة مرحلة من عشرين ميلًا، ومن طليطلة إلى لبلة مرحلة مثلها، وتعرف لبلة بالحمراء، وفيها آثار للأول كثيرة؛ صفة الأندلس، الحميري، ص164؛ معجم البلدان، ياقوت الحموي، 5/10.

([111]) باجة: هي من أقدم مدائنها بنيت في أيام الأقاصرة، وبينها وبين قرطبة مائة فرسخ، وهي من الكور المجندة نزلها جند مصر وكان لواؤهم في الميسرة بعد جند فلسطين، وهم النازلون بشذونة، فحمل الأمير عبد الرحمن بن معاوية لواءهم وأسقط جندهم وأخمل ذكرهم،؛ صفة الأندلس، الحِميري، ص 36،37.

([112]) البيان المعرب، ابن عذاري، 2/55؛ الحلة السيراء، ابن الآبار، 1/56؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ص209.

([113]) البيان المعرب، ابن عذاري، 2/35.

([114]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ص146؛ أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص101، 104؛ البيان المعرب، ابن عذاري، 2/53؛ تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس، عبد العزيز سالم، ص 197،199؛ دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، ص 195،196.

([115]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص102؛ نهاية الأرب، النويري، 23/203.

([116]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص 105؛ البيان المعرب، ابن عذاري، 2/53؛ العبر، ابن خلدون، 4/122؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/187،188.

([117]) هو غياث بن المسير الأسدي: شجاع: من ذوي الطموح، خرج بالأندلس على عبد الرحمن الأموي، فقاتله عمال عبد الرحمن فقتلوه وبعثوا برأسه إلى قرطبة. الأعلام، الزركلي، 5/123.

([118]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/192؛ نهاية الأرب، النويري، 23/201.

([119]) لم أعثر على ترجمة له في كتب التراجم –فيما أعلم-.

([120]) العبر، ابن خلدون، 4/123؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/188؛ نهاية الأرب، النويري، 23/200.

([121]) توفي شهيد بن عيسى بالأندلس وعمره ثلاث وتسعون سنة، وكان دخوله الأندلس مع عبد الرحمن بن معاوية. الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/337؛ المغرب في حلى المغرب، ابن سعيد المغربي، تحقيق: شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، 1955م، 1/44.

([122]) العبر، ابن خلدون، 4/122؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/243؛ نهاية الأرب، النويري، 23/203.

([123]) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 5/243؛ نهاية الأرب، النويري، 23/203.

([124]) هو رماحس بن عبد العزيز بن الرماحس بن السكران بن واقد بن وهيب، ويقال: أهيب بن هاجر بن عرينة بن وائلة بن الفاكه ابن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة الكناني ولي شرطة مروان بن محمد ثم دخل الأندلس بعد زوال ملك بني أمية فولاه عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الداخل إلى الأندلس الجزيرة وشذونة. العبر، ابن خلدون، 2/322؛  الأعلام، الزركلي، 5/123.

([125]) أخبار مجموعة، مؤلف مجهول، ص58؛ البيان المعرب، ابن عذاري، 2/56؛ نفح الطيب، المقري، 3/48.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *